سورة التوبة [ 1 - 10 ]
[سورة التوبة](1)
قوله تعالى (
بَرَاءَةٌ
مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ
)
1653 - قال الطبري " 16360
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ)
، إِلَى قَوْلِهِ: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) ، قَالَ: ذُكِرَ
لَنَا أَنَّ عَلِيًّا نَادَى بِالأَذَانِ (2)، وَأُمِّر عَلَى الحَاجِّ
أَبُو بَكْر رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمَا (3). وَكَانَ العَامَ الَّذِي
حَجَّ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، وَلَمْ يَحُجَّ الْمُشْرِكُونَ بَعْدَ
ذَلِكَ العَامِ. قَوْلُهُ: (الَّذِينَ عَاهَدْتُّمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ، إِلَى قَوْلِهِ:
(إِلَى مُدَّتِهِمْ) ، قَالَ: هُمْ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ، الَّذِينَ عَاهَدَهُمْ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الحُدَيْبِية، وَكَانَ بَقِيَ مِنْ مُدَّتِهِمْ
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، وَأَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُوَفِّي
بِعَهْدِهِمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ، وَمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ انْسِلاَخَ الْمُحَرَّمِ،
وَنَبَذَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، وَأَمَرَ بِقِتَالِهِمْ حَتَّى يَشْهَدُوا
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَلاَ يَقْبَلَ مِنْهُمْ
إِلَّا ذَلِكَ.
قوله تعالى (
فَسِيحُواْ
فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ
وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ) (4)
1654 - قال عبد الرزاق " 1042
":
قَالَ مَعْمَرٌ ، وَقَالَ قَتَادَةُ ، وَالْكَلْبِيُّ:
«هِيَ عِشْرُونَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمُ ، وَصَفَرُ ، وَرَبِيعٌ الْأَوَّلُ
، وَعَشْرٌ مِنْ رَبِيعٍ الْآخَرِ ، وَكَانَ ذَلِكَ الْعَهْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ».
قوله تعالى (
إِلاَّ الَّذِينَ
عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ
عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )
1655 - قال عبد الرزاق " 1055
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا
لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [التوبة: 7] ، قَالَ: «هُوَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةِ»
، قَالَ: «فَلَمْ يَسْتَقِيمُوا فَنَقَضُوا عَهْدَهُمْ أَعْانُوا بَنِي بَكْرٍ حُلَفَاءَ
قُرَيْشٍ عَلَى خُزَاعَةَ حُلَفَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
1656 - و قال ابن أبي حاتم " 9239
":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَالَ: هُمْ مُشْرِكُوا قُرَيْشٍ الَّذِينَ
عَاهَدَهُمْ نَبِيُّ اللَّهِ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَكَانَ بَقِيَ مِنْ مُدَّتِهِمْ
أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ.
1657 - و قال الطبري " 16473
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُّمْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا)
، الآيَة، قَالَ: هُمْ مُشْرِكُو قُرَيْش، الَّذِينَ عَاهَدَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الحُدَيْبِيَة، وَكَانَ بَقِيَ مِنْ مُدَّتِهِمْ أَرْبَعَة
أَشْهُرٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ. فَأَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُوَفِّيَ لَهُمْ
بِعَهْدِهِمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ، وَمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ إِلَى انْسِلاَخِ الْمُحَرَّمِ،
وَنَبَذَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، وَأَمَرَهُ بِقِتَالِهِمْ حَتَّى يَشْهَدُوا
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله، وَأَنْ لاَ يَقْبَلَ
مِنْهُمْ إِلَّا ذَلِكَ.
قوله تعالى (
فَإِذَا انسَلَخَ
الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ
وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ
وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ (5) فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ )
1658 - قال الطبري " 16476
":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (فَإِذَا انْسَلَخَ
الأَشْهُرُ الحُرُم فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) ، حَتَّى خَتَمَ
آخِرَ الآيَة. وَكَانَ قَتَادَة يَقُولُ: خَلُّوا سَبِيلَ مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ أَنْ
تُخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّمَا النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: رَهْطٌ مُسْلِمٌ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ،
وَمُشْرِكٌ عَلَيْهِ الْجِزْيَةُ، وَصَاحِبُ حَرْبٍ يَأْمَنُ بِتِجَارَتِهِ فِي الْمُسْلِمِينَ
إِذَا أَعْطَى عُشُورَ مَالِهِ.
1659 - و قال ابن أبي حاتم "
10085 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ قَالَ: غَفُورٌ لِلذُّنُوبِ الْكَثِيرَةِ أَوْ الْكَبِيرَةِ
شَكَّ يزيد رحيم قَالَ: بِعِبَادَهِ رَحِيمٌ.
قوله تعالى ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ
عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ )
1660 - قال ابن أبي حاتم " 10097 ":
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثنا
ابْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لهم قَالَ: هُوَ يَوْمُ الْحُدَيْبِيَةَ،
قَالَ: فَلَمْ يَسْتَقِيمُوا وَنَقَضُوا عَهْدَهُمْ (6)، أَعَانُوا
بَنِي بَكْرٍ حِلْفَ قُرَيْشٍ عَلَى خُزَاعَةَ حُلَفَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله تعالى ( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ
لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً )
1661 - قال عبد الرزاق " 1056 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلًّا
وَلَا ذِمَّةً} [التوبة: 8] ، قَالَ: " الْإِلُّ: الْحَلِفُ (7)، وَالذِّمَّةُ:
الْعَهْدُ ".
قوله تعالى ( يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ
وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ )
1662 - قال ابن أبي حاتم " 10011 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
(وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) قَالَ: ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَى أَكْثَرُ النَّاسِ.
[يتبع بإذن الله]
________
1/ يقول سعيد بن منصور في " التفسير 1003 ": نَا هُشَيْمٌ وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْن (بْنِ) عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ الهَمْدَاني ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تعلَّموا سُورَةَ بَرَاءَةَ، وعلِّموا نِسَاءَكُمْ سُورَةَ (النُّورِ) ، وحَلُّوهن الفضة.اهـ و كان ابن عباس يسميها الفاضحة قال البخاري في "صحيحه 4600": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ سُورَةُ التَّوْبَةِ قَالَ التَّوْبَةُ هِيَ الْفَاضِحَةُ مَا زَالَتْ تَنْزِلُ وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا لَنْ تُبْقِيَ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا ذُكِرَ فِيهَا قَالَ قُلْتُ سُورَةُ الْأَنْفَالِ قَالَ نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ قَالَ قُلْتُ سُورَةُ الْحَشْرِ قَالَ نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ.اهـ و قال الطبري في " تفسيره 16909 ": حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كانت تسمَّى هذه السورة: (الفَاضِحَةَ) ، فاضحة المنافقين.اهـ و سماها المقداد بن الأسود رضي اله عنه سورة البحوث. يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره ابن أبي حاتم 10056": حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ثنا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا أَبُو رَاشِدٍ الْحَبْرانِيُّ قَالَ: وَافَيْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ جَالِسًا عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ يُرِيدُ الْغَزْو، فَقُلْتُ: لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَقَالَ: أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةِ الْبُحُوثِ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا يَعْنِي سُورَةَ التَّوْبَةِ. اهـ
2/ يقول ابن منصور في " التفسير 1005 ": نا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدَاني، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيع، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ؟ قَالَ: بِأَرْبَعٍ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانَ، وَلَا يَجْتَمِعُ مُسْلِمٌ وَمُشْرِكٌ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا فِي الْحَجِّ، وَمَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عهد فأربعة أشهر.اهـ
3/ يقول عبد الرزاق في " التفسير 1037 ": عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 1] ، قَالَ: «لَمَّا قَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَانَ حُنَيْنٍ اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ ، وَأَمَّرَ أَبَا بَكْرٍ عَلَى تِلْكَ الْحَجَّةِ». اهـ و السنة أن تكون إمارة الحج لغير أهل مكة. يقول عبد الله في " العلل ٥١٦٠ ": سَأَلت أبي عَن أبي الْحصين؟ قَالَ: مكيّ روى عَنهُ بن مهْدي، حَدثنَا عَنهُ عَن بن جريج وَعَطَاء قَالَ: من السّنة أَن يُؤمر على أهل مَكَّة من غير أَهلهَا.
4/ قال مجاهد: (براءة من الله ورسوله) ، إلى أهل العهد: خزاعة، ومُدْلج، ومن كان له عهد منهم أو غيرهم. أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك حين فرغ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجَّ، ثم قال: إنه يحضر المشركون فيطوفون عُرَاةً، فلا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك. فأرسل أبا بكر وعليًّا رحمة الله عليهما فطافا بالناس بذي المجاز، وبأمكنتهم التي كانوا يتبايعون بها، وبالمواسم كلها، فآذنوا أصحابَ العهد بأن يأمنوا أربعة أشهر، فهي الأشهر المتواليات: عشرون من آخر ذي الحجة إلى عشر يخلون من شهر ربيع الآخر، ثم لا عهد لهم. وآذن الناس كلها بالقتال إلا أن يؤمنوا. [تفسير الطبري 16364].
5/ يقول عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ أقاموا الصَّلاةَ قَالَ: إِقَامَتُهَا: أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لِوَقْتِهَا. [تفسيره ابن أبي حاتم 9275]. و قال الحسن البصري: فِي قَوْلِهِ (أقاموا الصَّلاةَ)، قَالَ: فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ لَا تَنْفَعُ الأَعْمَالُ إِلا بِهَا، وَبِالزَّكَاةِ. وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ. [تفسير ابن أبي حاتم 9276].
6/ يريد الهدنة التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش عام الحديبية. و نقضهم إياها أن أعانوا بني بكر على خزاعة.
7/ يريد الحلف بالله. يقول الطبري في "تفسيره 16500 ": حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن سليمان، عن أبي مجلز في قوله: (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً) ، قال: مثل قوله: "جبرائيل"، "ميكائيل"، "إسرافيل"، كأنه يقول: يضيف "جَبْر" و "ميكا" و "إسراف"، إلى "إيل"، يقول: عبد الله، (لا يرقبون في مؤمن إلا) ، كأنه يقول: لا يرقبون الله. اهـ و قال ابن أبي حاتم " 10004 ": حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: إِلا قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: إِلَهًا.اهـ و قال عبد الرزاق " 1057 ": عَنْ مَعْمَرٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ {إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} [التوبة: 8] لَا يُرَاقِبُونَ اللَّهَ وَلَا غَيْرَهُ ".اهـ و قيل العهد و قيل القرابة. يقول الطبري: " و"الإلّ": اسم يشتمل على معان ثلاثة: وهي العهد، والعقد، والحلف، والقرابة، وهو أيضا بمعنى "الله". فإذْ كانت الكلمة تشمل هذه المعاني الثلاثة، ولم يكن الله خصّ من ذلك معنى دون معنى، فالصواب أن يُعَمّ ذلك كما عمّ بها جل ثناؤه معانيها الثلاثة، فيقال: لا يرقبون في مؤمنٍ اللهَ، ولا قرابةً، ولا عهدًا، ولا ميثاقًا ".اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق