سورة هود [ 1 - 10 ]
[سورة هود]
قوله تعالى ( الر )
1888 - قال ابن أبي حاتم " 10633 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ (الر) قَالَ: مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ.
قوله تعالى ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ )
1889 - قال عبد الرزاق " 1179 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} [هود: 1] ، قَالَ: «أَحْكَمَهَا اللَّهُ عَنَ الْبَاطِلِ وَفَصَّلَهَا» ، يَقُولُ: «بَيَّنَهَا».
1890 - و قال الطبري " 17919":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) ، أَحْكَمَهَا اللهُ مِنَ البَاطِلِ، ثُمَّ فَصَّلَهَا بِعِلْمِهِ، فَبَيَّنَ حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ، وَطَاعَتَهُ وَمَعْصِيَتَهُ.
قوله تعالى ( مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ )
1891 - قال الطبري " 17927 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، فِي قَوْلِهِ: (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) ، يَقُولُ: مِنْ عِنْدِ حَكِيمٍ خَبِيرٍ.
1892 - وقال ابن أبي حاتم " 10634 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: (حَكِيمٌ خَبِيرٌ) قَالَ: خَبِيرٌ بِخَلْقِهِ.
قوله تعالى ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا )
1893 - قال ابن أبي حاتم " 10641 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ (يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا): فَأَنْتُمْ فِي ذَلِكَ الْمَتَاعِ، فَخُذُوهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَمَعْرِفَةِ حَقَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ مُنْعِمٌ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ، وَأَهْلُ الشُّكْرِ فِي مَزِيدٍ مِنَ اللَّهِ، وَذَلِكَ قَضَاؤُهُ الَّذِي قَضَاهُ.
قوله تعالى ( إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى )
1894 - قال عبد الرزاق " 1180 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [هود: 3] ، قَالَ: «إِلَى الْمَوْتِ».
185 - و قال ابن أبي حاتم " 10645 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بن رزيع، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قال: أَجْلُ حَيَاتِكَ إِلَى أَنْ تَمُوتَ وَأَجَلُ مَوْتِكَ إِلَى أَنْ تَبْعَثَ فَأَنْتَ بَيْنَ أَجَلَيْنِ مِنَ اللَّهِ.
قوله تعالى ( وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ) (1)
1896 - قال ابن أبي حاتم " 10647 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ أَيْ: فِي الْآخِرَةِ.
قوله تعالى ( أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ (2) أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
1897 - قال عبد الرزاق " 1181 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [هود: 5] ، قَالَ: «أَخْفَى مَا يَكُونُ إِذَا أَسَرَّ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا ، وَتَغَطَّى بِثَوْبِهِ؛ فَذَلِكَ أَخْفَى مَا يَكُونُ ، فَاللَّهُ يَطَّلِعُ عَلَى مَا فِي نُفُوسِكُمْ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ».
1898 - و قال الطبري " 17948 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) الآيَة، قَالَ: كَانُوا يَحْنُونَ صُدُورَهُمْ لِكَيْلاَ يَسْمَعُوا كِتَابَ اللهِ، قَالَ تَعَالَى: (أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) وَذَلِكَ أَخْفَى مَا يَكُونُ ابْنُ آدَم، إِذَا حَنَى صَدْرَهُ وَاسْتَغْشَى بِثَوْبِهِ، وَأَضْمَرَ هَمَّهُ فِي نَفْسِهِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يَخْفَى ذَلِكَ عَلَيْهِ.
قوله تعالى ( وَمَا مِن دَابَّةٍ (3) فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )
1899 - قال عبد الرزاق " 1183 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود: 6] ، قَالَ: «مُسْتَقَرُّهَا فِي الرَّحِمِ ، وَمُسْتَوْدَعُهَا فِي الصُّلْبِ». (4)
1900 - قال ابن أبي حاتم " 10692 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: فِي كِتَابٍ مُبِينٍ قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ، عِنْدَ اللَّهِ مُبِينٍ.
قوله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ )
1901 - قال ابن أبي حاتم " 10693 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ (خَلَقَ السماوات وَالأَرْضَ) قَالَ: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ قَبْلَ الأَرْضِ. (5)
قوله تعالى ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء )
1902 - قال عبد الرزاق " 1182 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] ، قَالَ: «هَذَا بَدْءُ خَلْقِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ».
1903 - و قال ابن أبي حاتم " 10699 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) يُنْبِئُكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَيْفَ كَانَ بَدْءُ خَلْقِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
قوله تعالى ( لِيَبْلُوَكُمْ (6) أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (7)
1904 - قال ابن أبي حاتم " 10704 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، ثنا دَاوُدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَة (لِيَبْلُوَكُمْ) يَعْنِي: لِيُخْبِرَكُمْ.
1905 - و قال ابن أبي حاتم " 10708 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، ثنا رَوَّادٌ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) يَعْنِي: أَيُّكُمْ أَتَمُّ عَمَلا.
قوله تعالى ( وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُم )
1906 - قال عبد الرزاق " 1187 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} [هود: 8] قَالَ: «إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ».
1907 - و قال ابن أبي حاتم " 10713 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) يَعْنِي: بِذَلِكَ أَهْلَ النِّفَاقِ ويقول: لئن أَخَّرْنَا، عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولَنَّ مَا يَحْبِسُهُ قَالَ اللَّهُ: (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ) الآيَةَ.
قوله تعالى ( وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ )
1908 - قال ابن أبي حاتم " 10717 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: (إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ) يَقُولُ: إِذا ابْتُلِيَ بِبَلاَءٍ لَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهِ.
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ قال مجاهد في قوله (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ):
مَا احْتَسَبَ بِهِ مِنْ مَالٍ أَوْ عَمِلَ بِيَدِهِ أَوْ رِجْلِهِ أَوْ كَلامِهِ،
وَمَا تَطَوَّلَ بِهِ مِنْ أَمْرِهِ كُلِّهِ. [تفسير ابن أبي حاتم 10648].
2/ قال مجاهد في قوله (لِيَسْتَخْفُوا
مِنْهُ) قَالَ: مِنَ اللَّهِ إِنَّ اسْتَطَاعُوا. [تفسير ابن أبي حاتم 10667].
3/ قال الضحاك ( وَمَا مِن دَابَّةٍ): كلّ دابة، والناسُ
منهم. [تفسير الطبري 17961].
4/ و قيل المستقر على ظهر الأرض أو
في بطنها [سعيد بن جبير] و المستودع الآخرة [إبراهيم النخعي]. و لا تعارض.
5/ الصواب أن الأرض خلقت أولا. ثم خلقت السماء و دحيت الأرض
بعد ذلك. قال عبد الرزاق في " تفسيره 589 ": أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ
قَبْلَ السَّمَاءِ ، فَثَارَ مِنَ الْأَرْضِ دُخَانٌ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ بَعْدُ».
يقول ابن منده في " التوحيد 17 ": أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
بن معروف الصفار الأصبهاني قال : حدثنا الحسن بن علي بن بحر قال : حدثنا زكريا بن عدي
قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن المنهال بن عمرو ،
عن سعيد بن جبير قال : قال رجل لابن عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ، وقد
وقع ذلك في صدري ، فقال ابن عباس : " أتكذيب ؟ " قال : لا ، ولكن اختلاف
قال فهلم ما وقع في نفسك من ذلك ، فقال : أسمع الله عز وجل يقول : { فلا أنساب بينهم
يومئذ ولا يتساءلون } وقال في آية أخرى : { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } وقال في
آية أخرى : { أم السماء بناها رفع سمكها فسواها } الآية ، فبدأ بخلق السماء في هذه
الآية قبل خلق الأرض وقال في آية أخرى : { لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين } إلى
قوله : { ثم استوى إلى السماء } فبدأ بخلق الأرض في هذه الآية قبل خلق السماء ، وقوله
: { ولا يكتمون الله حديثا } ، وقوله : { والله ربنا ما كنا مشركين } ، فقد كتموا في
هذه الآية ، وقوله : { وكان الله عزيزا حكيما } ، وقوله : { وكان الله غفورا رحيما
} ، { وكان الله سميعا بصيرا } ، فكأنه كان ثم مضى فقال ابن عباس : " هل وقع في
نفسك من ذلك ؟ " قال : إذا أنبأتني بهذا فحسبي . قال : " أما قوله : { فلا
أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } فهذا في النفخة الأولى ثم ينفخ في الصور فصعق من
في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون ،
فإذا كان في النفخة الأخرى قاموا فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون . وأما قوله : { ولا
يكتمون الله حديثا } ، وقوله : { والله ربنا ما كنا مشركين } . فإن الله تعالى يغفر
يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم ولا يتعاظم ذلك عليه أن يغفره ، فلما رأى المشركون
ذلك قالوا : إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك فتعالوا حتى نقول : إنما كنا أهل ذنوب
ولم نكن أهل شرك فسألهم الله عز وجل : { أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون } قالوا :
{ والله ربنا ما كنا مشركين } وإنما كنا أهل ذنوب فقال الله عز وجل : أما إذ كتمت الإنس
فاختموا على أفواههم فختم الله عز وجل على أفواههم ؛ فنطقت أيديهم وشهدت أرجلهم بما
كانوا يكسبون ، فعند ذلك عرف المشركون أن الله عز وجل لا يكتم حديثا ، فذلك قوله تعالى
: { يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا
}. وأما قوله : { السماء بناها رفع سمكها فسواها } الآية . فإنه خلق الأرض في يومين
ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ثم نزل إلى الأرض فدحاها ، ودحوها : أن
أخرج منها الماء والمرعى ، وشق فيها الأنهار وجعل السبل ، وخلق الجبال والرمال ، والأكام
وما بينهما في يومين آخرين ، فذلك قوله عز وجل : { والأرض بعد ذلك دحاها } وقوله :
{ لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا } إلى قوله : { في أربعة أيام
سواء للسائلين } فخلقت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام ، وخلقت السماء في يومين
. وقوله عز وجل : { وكان الله عزيزا حكيما } ، { وكان الله غفورا رحيما } ، { وكان
الله سميعا بصيرا } ، فإنه عز وجل نحل نفسه بذلك أي وصف ، ولم ينحله أحدا غيره ، وكان
: أي لم يزل كذلك " ، ثم قال ابن عباس للسائل : " احفظ عني ما حدثتك ، واعلم
أن ما اختلف من القرآن أشباه ما حدثتك ، وإن الله عز وجل لم يرد شيئا إلا وقد أصاب
به الذي أراد ، ولكن الناس لا يعلمون فلا يختلف عليك القرآن ، فإن كلا من عند الله
عز وجل ".اهـ قال جل و علا ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ
الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ 9 وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا
أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ 10 ثُمَّ اسْتَوَى
إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ
كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11 ) قال ابن كثير في تفسيره: " وهذا
المكان فيه تفصيل لقوله تعالى : ( خلق السموات والأرض في ستة أيام ) [الأعراف:
54] ، ففصل هاهنا ما يختص بالأرض مما اختص بالسماء ، فذكر أنه خلق الأرض أولا ؛ لأنها
كالأساس ، والأصل أن يبدأ بالأساس ، ثم بعده بالسقف ، كما قال : ( هو الذي خلق لكم
ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ) الآية [ البقرة : 29 ] ،
. فأما قوله : ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج
ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم
) [النازعات:27 - 33] ففي هذه الآية أن دحي الأرض كان بعد خلق السماء ، فالدحي
هو مفسر بقوله : ( أخرج منها ماءها ومرعاها ) ، وكان هذا بعد خلق السماء ، فأما خلق
الأرض فقبل خلق السماء بالنص ، وبهذا أجاب ابن عباس فيما ذكره البخاري عند تفسير هذه
الآية من صحيحه ... ".اهـ
6/ قال ابن جريج: فِي قَوْلِهِ: (لِيَبْلُوَكُمْ) قَالَ:
الثَّقَلَيْنِ. [تفسير ابن أبي حاتم 10706]. يعني الإنس و الجن.
7/ و إن كان قليلا. و قال ابن أبي حاتم
في " تفسيره 10707 ": حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا حَفْصُ بْنُ
عُمَرَ الْمِهْرَقَانِيُّ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ
يَقُولُ: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا): أَزْهَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق