الأحد، 25 سبتمبر 2016

" إِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ، فَهُوَ عَلَامَةُ سَخَطِي عَلَيْكُمْ "

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



يقول أبو نعيم في " الحلية ص 290 ":
حَدَّثَنَا محمد بن جعفر ، ثَنَا إسحاق بن إبراهيم ، ثَنَا علي بن مسلم ، ثَنَا سيار ، ثَنَا جعفر ، ثَنَا عنبسة الخواص ، عَنْ قتادة قَالَ : قَالَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا رَبِّ أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَنَحْنُ فِي الْأَرْضِ فَمَا عَلَامَةُ غَضَبِكَ مِنْ رِضَاكَ ؟
قَالَ : إِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ خِيَارَكُمْ فَهُوَ عَلَامَةُ رِضَائِي ، وَإِذَا اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ فَهُوَ عَلَامَةُ سَخَطِي .



سيار بن حاتم لا يتهم بالكذب و كان جماعا للرقائق. 




فنعوذ بالله من سخطه



قال الله جل في علاه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ) [التحريم 8]

قال الطبري في " تفسيره ":
" يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ( تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ) يقول: ارجعوا من ذنوبكم إلى طاعة الله، وإلى ما يرضيه عنكم ( تَوْبَةً نَصُوحًا ) يقول: رجوعا لا تعودون فيها أبدا ".اهـ


و هذا باب غفلنا عنه، و نتسائل من أين أتينا

و قد ضج المسلمين في كل مكان و تكالب عليهم الأعداء من الخارج و خذلوا من الداخل و لا يزالون يتسائلون كيف النجاة كيف النجاة ؟


قال قتادة رحمه الله، وهو يتكلم عن قوم يونس عليه الصلاة و السلام :
" لما فقدوا نبيَّهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم، قذف الله في قلوبهم التوبة، ولبسوا المسوح، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجُّوا إلى الله أربعين ليلةً. فلما عرف الله الصِّدق من قلوبهم، والتوبة والندامة على ما مضى منهم، كشف الله عنهم العذاب بعد أن تدلَّى عليهم ". [تفسير الطبري 19898].

و عند ابن أبي حاتم "10605" قال: " كُشِفَ عَنْهُمُ الْعَذَابُ بَعْدَ أَنْ تَدَلَّى عَلَيْهِمْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَذَابِ إِلا مِيلٌ. ".


و هذا من عظيم فضل التوبة

و من عذاب الله أن يلي أمرك جائر، و هو علامة سخط الله و مقته



يقول الطبري في " تفسيره 13349 ":
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سمعت خلادًا يقول: سمعت عامر بن عبد الرحمن يقول: إن ابن عباس كان يقول في هذه: " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابًا من فوقكم أو من تحت أرجلكم " ، فأما العذاب من فوقكم، فأئمة السوء. وأما العذاب من تحت أرجلكم، فخدم السوء.




وقال ابن أبي حاتم في " تفسيره 8897 ":
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ إِذَا ابْتُلُوا مِنْ قِبَلِ سُلْطَانِهِمْ بِشَيْءٍ دَعُوا اللَّهَ أَوْشَكَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ فَزِعُوا إِلَى السَّيْفِ فُوُكِلُوا إِلَيْهِ، وَاللَّهِ مَا جَاءُوا بِيَوْمٍ خَيْرٍ قَطُّ، ثُمَّ قَرَأَ: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ).اهـ




قال ابن تيمية في " المنهاج 4/529 " :
" وكان الحسن البصري يقول إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) ". اهـ



و اقرؤا إن شئتم ما فعل بختنصر ببني إسرائيل.



ووالله ما أتينا إلا من قبل أنفسنا.


يقول ابن أبي شيبة " 34221 ":
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قال : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ : " يَا سُلَيْمَانُ ، وَاللَّهِ لَوْ أَطَعْنَا اللَّهَ مَا عَصَانَا " .

و في رواية قال : " نِعْمَ الرَّبُ رَبُّنَا، لَوْ أَطَعْنَاهُ ". [الطيوريات].


فاللهم اقذف في قلوبنا التوبة واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين





يقول ابن أبي الدنيا في " التوبة 103 " و في " العقوبات 30 ":
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي الْحِكْمَةِ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: " أَنَا اللَّهُ مَالِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي، فَمَنْ أَطَاعَنِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ رَحْمَةً، وَمَنْ عَصَانِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ نِقْمَةً، فَلَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبِّ الْمُلُوكِ، وَلَكِنْ تُوبُوا إِلَى أَعْطَفِهِمْ عَلَيْكُمْ ".


و قال ابن أبي شيبة في " مصنفه 34218 ":
حَدَّثَنَا، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ، مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: " كَانَ فِي زَبُورِ دَاوُدَ مَكْتُوبًا: إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مَلِكُ الْمُلُوكِ ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي ، فَأَيُّمَا قَوْمٍ كَانُوا عَلَى طَاعَةٍ جَعَلْتُ الْمُلُوكَ عَلَيْهِمْ رَحْمَةً ، وَأَيُّمَا قَوْمٍ كَانُوا عَلَى مَعْصِيَةٍ جَعَلْتُ الْمُلُوكَ عَلَيْهِمْ نِقْمَةً ، لَا تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبَبِ الْمُلُوكِ وَلَا تَتُوبُوا إِلَيْهِمْ ، تُوبُوا إِلَيَّ أَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكُمْ ".





أما آن لنا أن نتوب جميعا إلى ربنا ؟!




هذا و صل اللهم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه و سلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق