الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ يُونُس [21 - 30]

سورة يونس [ 21 - 30 ]







[سورة يونس]








قوله تعالى ( وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) (1)

1828 - قال عبد الرزاق " 1149 ":
عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [يونس: 22] ، قَالَ: «إِذَا مَسَّهُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ أَخْلَصُوا لِلَّهِ النِّيَّةَ».

1829 - قال الطبري " 17595 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَن عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) ، قَالَ: إِذَا مَسَّهُمُ الضُرُّ فِي البَحْرِ أَخْلَصُوا لَهُ الدُّعَاءَ.






قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )

1830 - قال ابن أبي حاتم " 10308 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ: مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ: هِيَ مَتَاعٌ مَتْرُوكَةٌ أَوْشَكَتْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَنْ تَضْمَحِلَّ عَنْ أَهْلِهَا فَخُذُوا مِنْ هَذَا الْمَتَاعِ طَاعَةَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّه.





قوله تعالى ( حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا (2) وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ )

1831 - قال عبد الرزاق " 1151 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَازَّيَّنَتْ} [يونس: 24] ، قَالَ: «أَنْبَتَتْ وَحَسُنَتْ».

1832 - و قال ابن أبي حاتم " 10318 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ (وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا) أَي وَاللَّهِ لِمَنْ تَشَبَّثَ بِالدُّنْيَا، وَحَدَبَ عَلَيْهَا لَتُوشِكُ الدُّنْيَا أَنْ تَلْفَظَهُ وَتَقْضِي مِنْهُ وَتُفَارِقُهُ. أَعَجِبْتُمَا تَكُونُ إِلَيْهِ.

1833 - و قال عبد الرزاق " 1152 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [يونس: 24] : «كَأَنْ لَمْ تُنَعَّمْ بِالْأَمْسِ».

1834 - و قال الطبري " 17602 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ) ، يَقُولُ: كَأَنْ لَمْ تَعِشْ، كَأَنْ لَمْ تَنْعَم.





قوله تعالى ( كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )

1835 - قال ابن أبي حاتم " 10324 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) قَالَ: هَذَا مَثَلٌ خُصَّ بِهِ اللَّهُ فَاعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ أَمْثَالَهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ.






قوله تعالى ( وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )

1836 - قال ابن أبي حاتم " 10328 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ (وَاللَّهُ يدعوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ فِيَ التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ انْتَهِ.

1837 - و قال عبد الرزاق " 1153 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25] ، قَالَ: «اللَّهُ هُوَ السَّلَامُ ، وَالدَّارُ الْجَنَّةُ».

1838 - و قال ابن أبي حاتم " 10329 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: وَقَالَ قَتَادَة: (وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ) فَدَارُهُ الْجَنَّةُ. (3)






قواه تعالى ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )

1839 - قال عبد الرزاق " 1155 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ، قَالَ: «الْحُسْنَى الْجَنَّةُ ، وَالزِّيَادَةُ فِيمَا بَلَغَنَا النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ».

1840 - و قال الطبري " 17629 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: قَوْلهُ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَة) ، بَلَغَنَا أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا دَخَلُوا الْجَنَّةَ ناَدَاهُمْ مُنَادٍ: إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمُ الحُسْنَى وَِهيَ الجَنَّة، وَأَمَّا الزِّيَادَة، فَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ. (4)






قوله تعالى (كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)

1841 - قال عبد الرزاق " 1160 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا} [يونس: 27] ، قَالَ: «ظُلْمَةٌ مِنَ اللَّيْلِ».





قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا (5) بَيْنَهُمْ )

1842 - قال ابن أبي حاتم " 10358 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا لِلَّهِ مِنْ شَرِيكٍ فِي السَّمَاءِ وَلا فِي الأَرْضِ.


[يتبع بإذن الله]
_______
1/ قال عبد الرزاق في " تفسيره 1150 ": عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {دَعَوَا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [يونس: 22] ، قَالَ: «هيا شرا هيا» ، قَالَ سُفْيَانُ: « تَفْسِيرُهُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ». اهـ و قال ابن كثير في " تفسيره ص 296 ": " قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى إِلَى فِرْعَوْنَ قَالَ : رَبِّ ، أَيُّ شَيْءٍ أَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْ : هَيَا شَرَاهِيَا . قَالَ الْأَعْمَشُ : فَسَّرَ ذَلِكَ : الْحَيُّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْحَيُّ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ". اهـ و هذا يقوي قول القاسم في أن اسم الله الأعظم هو " الحي القيوم ". و ذهب مجاهد إلى أن اسم الله الأعظم هو " ذو الجلال و الإكرام " و قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال " ألظوا بيا ذا الجلال و الإكرام ". و ذهب جابر بن زيد أن اسم الله الأعظم هو " الله ". و الله تعالى أعلم.
2/ قا مجاهد: مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا الزُّخْرُفُ حَتَّى قَرَأْتُ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ. [تفسير ابن أبي حاتم 10316].
3/ و فيه تقوية لخبر همام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال [في حديث طويل]: " فيأتوني فأستأذن على ربي في داره ". [أخرجه البخاري 7439 و أحمد 13562]. و قد حكم بعض المعاصرين على هذه اللفظة بالشذوذ. فقول قتادة هذا يقوي اللفظ و يدل على أن همام حفظ جيدا. و هذا قوي في الرد على الجهمية منكري علو الله على خلقه و أنه بالمكان الرفيع جل في علاه. قال حرب في [عقيدته] :" والجهمية أعداء الله: وهم الذين يزعمون أن القرآن مخلوق وأن الله لم يكلم موسى، وأن الله لا يتكلم، ولا يرى، ولا يعرف لله مكان، وليس لله عرش، ولا كرسي وكلام كثير أكره حكايته، وهم كفار زنادقة أعداء الله فاحذروهم". اهـ
4/ اللهم أسألك لذة النظر إلى وجهك و الشوق إلى لقائك.
5/ قال عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ قَالَ: فَرَّقْنَا بَيْنَهُمْ. [تفسير ابن أبي حاتم 10359].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق