سورة هود [ 31 - 40 ]
[سورة هود]
قوله تعالى ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ
إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ )
1932 - قال ابن أبي حاتم "
10827 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ،
ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (فَعَلَيَّ إِجْرَامِي) يَقُولُ فَعَلَيَّ
عَمَلِي.
1933 - و قال ابن أبي حاتم "
10828 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ،
ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ، بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: (وَأَنَا
بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) أَيْ مِمَّا تَعْمَلُونَ.
قوله تعالى ( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ
إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ )
1934 - قال ابن أبي حاتم "
10829 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ
بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (وَأُوحِيَ إِلَى
نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ) وَذَلِكَ حِينَ
دَعَا عَلَيْهِمْ نُوحٍ قَالَ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ
دَيَّارًا.
قوله تعالى ( فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
)
1935 - قال عبد الرزاق " 1195
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَا
تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [هود: 36] ، قَالَ: «لَا تَبْتَئِسْ وَلَا تَحْزَنْ».
1936 - و قال الطبري " 18124
":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا
مُحَمّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
، قَالَ: لاَ تَأْسَ وَلاَ تَحْزَن.
قوله تعالى ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا
)
1937 - قال عبد الرزاق " 1199
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {بِأَعْيُنِنَا
وَوَحْيِنَا} [هود: 37] ، قَالَ: «بِعَيْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَوَحْيِهِ». (1)
قوله تعالى ( وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ
)
1938 - قال ابن أبي حاتم "
10845 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ،
ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ، بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (وَلا تُخَاطِبْنِي
فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) قَالَ: نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ أَنْ يُرَاجِعَهُ فِي أَحَدٍ.
قوله تعالى ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ )
1939 - قال الطبري " 18134
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ طُولَ السَّفِينَةِ ثَلاَثُ مَائَةِ ذِرَاعٍ،
وَعَرْضُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعًا، وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا، وَبَابُهَا
فِي عَرْضِهَا.
قوله تعالى ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ
)
1940 - قال ابن أبي حاتم "
10860 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا
أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ، بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (وَفَارَ التَّنُّورُ)
قَالَ: فَيَفُورُ التَّنُّورُ عَلَمٌ بَيْنَ نُوحٍ وَرَبِّهِ، وَالتَّنُّورُ أَشْرَفُ
الأَرْضِ وَأَعْلاهَا عَيْنٌ بِالْجَزِيرَةِ عَيْنُ الْوَرْدَةِ.
1941 - و قال الطبري " 18152
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، قَوْلهُ: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ) ، كُنَّا
نُحَدَّثُ أَنَّهُ أَعْلَى الأَرْضِ وَأَشْرَفُهَا، وَكَانَ عَلَمًا بَيْنَ نُوحٍ وَبَيْنَ
رَبِّهِ.
1942 - و قال أيضا " 18153
":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بَشَّار قَالَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَان
قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَل قَالَ، سَمِعْتُ قَتَادَة قَوْلَهُ: (وَفَارَ التَّنُّورُ)
قَالَ: أَشْرَفُ الأَرْضِ وَأَرْفَعُهَا فَارَ الْمَاءُ مِنْهُ.
قوله تعالى ( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ (2)
اثْنَيْنِ )
1943 - قال الطبري " 18170
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (قُلْنَا احْمَلْ فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ،
يَقُولُ: مِنْ كُلِّ صِنْفٍ اثْنَيْنِ.
قوله تعالى ( وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ
آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ )
1944 - قال الطبري " 18174
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ القَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيل) ، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لمَ ْيَتِمَّ فِي
السَّفِينَةِ إِلاَّ نُوحٌ وَامْرَأَتهُ وَثَلاَثَةُ بَنِيهِ، وَنِسَاؤُهُمْ، فَجَمِيعُهُمْ ثَمَانِيَةٌ. (3)
[يتبع بإذن الله]
_________
1/ الله أكبر كيف يثبت الصفة لله بقوله " بعين الله تعالى "، و فيه الرد على الجهمية. يقول ابن حجر في شرحه الملغوم " 13/389 ": " وَقَوْلُهُ تَعَالَى ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ) أَيْ بِعِلْمِنَا ". اهـ و هذا عين تأويل المريسي الضال كما في قوله تعالى {بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} قال: يَعْنِي: عَالِمٌ بِهِمْ، لَا أَنَّهُ يُبْصِرُهُمْ بِبَصَرٍ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِعَيْنٍ . [أنظر رد الدارمي على المريسي الجهمي 1/300]. يقول البخاري في " صحيحه 6972 ": حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ. اهـ و هذه إشارة إثبات لا إشارة تشبيه!.
2/ قال عكرمة: فِي قَوْلِهِ (احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) خَلَقْتُهُ ذَكَرًا وَأُنْثَى قَالَ: الذَّكَرُ زَوْجٌ، وَالأُنْثَى زَوْجٌ. [تفسير ابن أبي حاتم 10866].
3/ و قال الأعمش سبعة. يقول الطبري
" 18177 ": حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا سفيان، عن الأعمش:
(وما آمن معه إلا قليل) ، قال: كانوا سبعة: نوح، وثلاث كنائن له، وثلاثة بنين.اهـ الكنة
امرأة الإبن، و هذا القول فيه أن امرأة نوح لم تركب معهم. و قول قتادة يحمل على أن
امرأة نوح كفرت بعد الطوفان. قال ابن كثير في " البداية و النهاية ص 262
": " وَأَمَّا امْرَأَةُ نُوحٍ ، وَهِيَ أَمُّ أَوْلَادِهِ كُلِّهِمْ ؛ وَهُمْ
حَامٌ ، وِسَامٌ ، وَيَافِثُ ، ويامٌ ، وَتُسَمِّيهِ أَهْلُ الْكِتَابِ كَنْعَانَ ،
وَهُوَ الَّذِي قَدْ غَرِقَ ، وَعَابِرٌ . وَقَدْ مَاتَ قَبْلَ الطُّوفَانِ . قِيلَ
: إِنَّهَا غَرِقَتْ مَعَ مَنْ غَرِقَ ، وَكَانَتْ مِمَّنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ
لِكُفْرِهَا . وَعِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّهَا كَانَتْ فِي السَّفِينَةِ ، فَيُحْتَمَلُ
أَنَّهَا كَفَرَتْ بَعْدَ ذَلِكَ ... ".اهـ و الراجح و الله أعلم أنها غرقت و
كانت ممن سبق عليها القول، و ذلك أنها كانت تخبر أن نوحا مجنون و هذا قبل الطوفان
جزما. يقول الطبري في " تفسيره 23/ 497 ": حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال:
ثنا إسماعيل بن عمر، قال: ثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قيس، قال:
سمعت ابن عباس قال في هذه الآية: أما امرأة نوح، فكانت تخبر أنه مجنون؛ وأما خيانة
امرأة لوط، فكانت تَدُلّ على لوط.اهـ في المستدرك " سليمان بن قتة " و هو
الصواب. قال الله تعالى ( كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا
وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ 9 فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ
10 فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ 11 وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ
عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ 12 ) [القمر]. و قد صح عن ابن
عباس أنهم كانوا ثمانين. يقول ابن ابي حاتم في " تفسيره 10882 ": حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَلِيّ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ،
عَنْ عَلبَاء بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ مَعَ
نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ ثَمَانُونَ رَجُلا مَعَهُمْ أَهْلُوهُمْ وَأَنَّهُمْ كَانُوا
فِي السَّفِينَةِ مِائَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا وَأَنَّ اللَّهَ وَجَّهَ السَّفِينَةَ
إِلَى مَكَّةَ فَدَارَتْ بِالْبَيْتِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ وَجَّهَهَا إِلَى الْجُودِيِّ
فَاسْتَقَرَّتْ عَلَيْهِ، فَبَعَثَ نُوحٌ الْغُرَابَ لَيَأْتِيهِ بِخَبَرِ الْأَرْضِ
فَذَهَبَ فَوَقَعَ عَلَى الحيف، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَبَعَثَ الْحَمَامَةَ فَأَتَتْهُ
بِوَرِقِ الزَّيْتُونِ، وَلَطَخَتْ رِجْلَهَا بِالطِّينِ، فَعَرَفَ نُوحٌ أَنَّ الْمَاءَ
قَدْ نَضَبَ، فَهَبَطَ إِلَى أَسْفَلِ الْجُودِيِّ فَبَنَى قَرْيَةً وَسَمَّاهَا ثَمَانِينَ
فَأَصْبَحُوا ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ تَبَلْبَلَتْ أَلْسِنَتُهُمْ عَلَى ثَمَانِينَ لُغَةً
أَحَدُهَا اللِّسَانُ الْعَرَبِيُّ فَكَانَ لَا يُفَقِّهُّ بَعْضُهُمْ كَلامَ بَعْضٍ
وَكَانَ نُوحٌ عليه السلام يعبر عنهم.اهـ و لا تعارض فقول قتادة و الأعمش في عد أهل
نوح خاصة و قول ابن عباس في عد أهل نوح و من كان معهم. و الله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق