قوله تعالى (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي
مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ (1) فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)
2203 - قال ابن أبي حاتم "
12010 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
قَالَ: خَالِقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ.
قوله تعالى ( أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (2) )
2204 - قال أبو نعيم في "
الحلية 2/339 " :
حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ
أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " لَمْ يَتَمَنَّ الْمَوْتَ أَحَدٌ
قَطُّ لَا نَبِيٌّ وَلَا غَيْرُهُ إِلَّا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ
تَكَامَلَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ وَجُمِعَ لَهُ الشَّمْلُ اشْتَاقَ إِلَى لِقَاءِ
رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي
مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: 101] الْآيَةَ، فَاشْتَاقَ إِلَى رَبِّهِ
عَزَّ وَجَلَّ ". (3)
2205 - و قال ابن أبي حاتم "
12016 ":
حَدَّثَنَا أَبي ثنا هِشَامِ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ
بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (تَوَفَّنِي
مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) لَمَّا جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ وَأَقَرَّ
بِعَيْنِهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مَغْمُوسٌ فِي بَيْتِ نَعِيمٍ مِنَ الدُّنْيَا
وَمُلْكِهَا وَغَضَارَتِهَا اشْتَاقَ إِلَى الصَّالِحِينَ قَبْلَهُ (4).
وَأَنْتُمْ فَاشْتَاقُوا إِلَى مَا اشْتَاقَ إِلَيْهِ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ
بَارِكَ اللَّهُ فِيكُمْ.
قوله تعالى ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ
وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ )
2206 - قال الطبري " 19951
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (وَمَا كُنْتَ لَدْيِهِم) ، يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يَقُولُ: مَا كُنْتَ لَدْيِهِم وَهُمْ يُلْقُونَهُ فِي غَيَابَةِ
الجُبِّ (وَهُمْ يَمْكُرُونَ) ، أَيْ: بِيُوسُف.
قوله تعالى ( وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ )
2207 - قال الطبري " 19953
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا)
، وَهُيِ فِي مُصْحَف عَبْدِ الله: "يَمْشُونَ عَلَيْهَا". السَّمَاءُ وَالأَرْضُ
آيَتَانِ عَظِيمَتَانِ.
قوله تعالى ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ
مُشْرِكُونَ ) (5)
2208 - قال عبد الرزاق " 1342
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] ،
قَالَ: " لَا يُسْأَلُ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَنْ رَبُّكَ؟ ، إِلَّا
قَالَ: اللَّهُ وَهُوَ يُشْرِكُ فِي ذَلِكَ ".
2209 - و قال الطبري " 19967
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وُهُمْ مُشْرِكُونَ)،
فِي إِيمَانِهِمْ هَذَا. إِنَّكَ لَسْتَ تَلْقَى أَحَدًا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْبَأَكَ
أَنَّ اللهَ رَبَّهُ، وَهُوَ الَّذِي خَلَثَهُ وَرَزَقَهُ، وَهُوَ مُشْرِكٌ فِي عِبَادَتِهِ.
قوله تعالى ( أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ
عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
)
2210 - قال عبد الرزاق " 1344
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {غَاشِيَةٌ
مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} [يوسف: 107] ، قَالَ: «غَاشِيَةٌ: وَقِيعَةٌ تَغْشَاهُمْ مِنْ
عَذَابِ اللَّهِ».
2211 - و قال الطبري " 19979
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ)
، أَيْ: عُقُوبَةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ.
قوله تعالى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
) (6)
2212 - قال ابن أبي حاتم "
12049 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ
ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قوله: (أدعوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ) أَيْ: عَلَى هُدًى أَنَا
وَمَنِ اتَّبَعَنِي.
قوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي
إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى )
2213 - قال ابن أبي حاتم "
12052 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ،
ثنا سَعِيدٌ ثنا قَتَادَةُ قَوْلُهُ: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي
إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) قَالَ: وَمَا نَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ رَسُولا
قَطُّ إِلا مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، لأَنَّهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ وَأَحْلَمَ مِنْ أَهْلِ
الْعَمُودِ (7).
قوله تعالى ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ
قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا
عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) (8)
2214 - قال عبد الرزاق " 1345
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى
إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} [يوسف: 110] ، قَالَ: «مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ
أَنْ يُصَدِّقُوهُمْ ، وَظَنَّتِ الرُّسُلُ أَنَّ مَنْ آمَنَ بِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ
قَدْ كَذَّبُوهُمْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ».
2215 - و قال الطبري " 20033
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، عَنِ الحَسَن - وَهُوَ قَوْلُ قَتَادَة - : حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ
الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا"، أَيْ:
اسْتَيْقَنُوا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ عِنْدَ قَوْمِهِمْ، وَلاَ إِيمَان (جَاءَهُمْ نَصْرُنَا)
.
قوله تعالى ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ
مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
)
2216 - قال الطبري " 20042
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى) ، وَ"الفِرْيَةُ": الكَذِبُ.
2217 - و قال ابن أبي حاتم "
12072 ":
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ ثنا شُعَيْبُ
بْنُ إِسْحَاقَ ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ (مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ
تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)، فَالْقُرْآنُ يُصَدِّقُ الْكُتُبَ الَّتِي قَبْلَهُ
وَيَشْهَدُ عَلَيْهَا.
2218 - و قال الطبري " 20043
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) ، وَالفُرْقَانُ يُصَدِّقُ
الكُتُبَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَيَشْهَدُ عَلَيْهَا.
قوله تعالى ( وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ )
2219 - قال ابن أبي حاتم "
12074 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ،
ثنا سَعِيدٌ، عَنْ غَيْرِ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ.
2220 - و قال أيضا 12075 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ
بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (وَتَفْصِيلَ كُلِّ
شَيْءٍ): حَلالُهُ وَحَرَامُهُ وَطَاعَتُهُ وَمَعْصِيَتُهُ.
[آخر تفسير سورة يوسف]
_______
1/ قال مجاهد: (وَعَلَّمْتَنِي
مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ) قال: عبارة الرؤيا. [تفسير ابن أبي حاتم 12008].
2/ قال ابن أبي حاتم " 12015
": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أنا حَفْصُ ثنا
الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) قَالَ:
يَعْنِي أَهْلَ الْجَنَّةَ.
3/ هذا هو الزهد في الدنيا. زهدنا
الله فيها و في حطامها. قال سعيد بن منصور في تفسيره 1145: سَمِعْتُ سُفْيَانَ [ابن عيينة] تَلَا هَذِهِ
الْآيَةَ: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ
الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً} قَالَ: مَا سَأَلَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ، حِينَ
اجْتَمَعَ لَهُ أَبَوَاهُ وَفَرِحَ، سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَتَوَفَّاهُ
وَيَلْحَقَهُ بِالصَّالِحِينَ.
4/ قال قتادة في رواية: "
اشْتَاقَ إِلَى آبَائِهِ الصَّالِحِينَ، إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
فَسَأَلَ اللَّهَ الْقَبْضَ فَقَالَ: تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ ". [تفسير ابن أبي حاتم 12017].
5/ قال مجاهد (وما يؤمن أكثرهم
بالله إلا وهم مشركون) ، فإيمانهم قولُهم: الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا. [تفسير
الطبري 19961]. و هذا عامة عباد القبور يقولونه، فإذا جاءوا إلى العبادة عبدوا غير
الله. وقال سعيد بن منصور في تفسيره 1146: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا عَبْدُ الْمَلِكِ
، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ
مُشْرِكُونَ} ، قَالَ: كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ ربُّهم وَهُوَ خَالِقُهُمْ
وَهُوَ رَازِقُهُمْ، وَكَانُوا مَعَ ذَلِكَ يُشْرِكُونَ.اهـ و قال ابن أب يحاتم في
تفسيره 12036 : حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ، ثنا
شُعَيْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو شُعْبَةَ صَاحِبُ الطَّيَالِسَةِ، قَالَ:
سُئِلَ الْحَسَنُ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ
إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ قَالَ: ذَاكَ الْمُنَافِقُ يَعْمَلُ إِذَا عَمِلَ رِيَاءً
لِلنَّاسِ، وَهُوَ مُشْرِكٌ بِعَمَلِهِ ذَاكَ.اهـ و قال أيضا 12037 : حَدَّثَنَا
أَبِي ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، فِي قَوْلِهِ:
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ قَالَ: فَمِنْ
إِيمَانِهِمْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ مَنْ رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ: اللَّهُ وَمَنْ
يُدَبِّرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ؟ فَيَقُولُونَ اللَّهُ. وَمَنْ يُرْسِلُ
عَلَيْهِمُ الْمَطَرَ فَيَقُولُونَ اللَّهُ وَمَنْ يُنْبِتُ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُونَ
اللَّهُ، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مُشْرِكُونَ فَيَقُولُونَ: إِنَّ لِلَّهِ
وَلَدًا وَيَقُولُونَ: ثَالِثُ ثَلاثَةٍ.اهـ وقال أيضا 12038 : أخبرنا أوب يَزِيدَ
الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا أَصْبَغُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَمَا
يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ
يَعْبُدُ مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ، إِلا وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ، يَعْرِفُ أَنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَبَّهُ وَأَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ وَرَزَقَهُ، وَهُوَ
مُشْرِكٌ بِهِ، أَلا تَرَى كَيْفَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَفَرَأَيْتُمْ مَا
كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ. فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ
لِي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ قَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ رَبَّ
الْعَالَمِينَ، مَعَ مَا يَعْبُدُونَ قَالَ: فَلَيْسَ أَحَدٌ يُشْرِكُ بِاللَّهِ
إِلا وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ، أَلا تَرَى كَيْفَ كَانَت الْعَرَبُ تُلَبِّي تَقُولُ:
لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِلا
شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ. الْمُشْرِكُونَ كَانُوا يَقُولُونَ
هَذَا. اهـ
6/ قال ابن زيد، فِي قَوْلِ اللَّهِ: (أدعوا إِلَى اللَّهِ
عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) قَالَ: وَحَقٌّ وَاللَّهِ عَلَى مَنِ اتَّبَعَهُ
أَنْ يدعوا إلى مثل ما دعى إِلَيْهِ وَيُذَكِّرُ بِالْقُرْآنِ وَالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَيَنْهَى عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ. [تفسير ابن أبي حاتم 12050].
7/ أهل العَمود يعني أهل البوادي. والعَمود : هو الخشبة القائمة
في وسط الخباء، والأخبية بيوت أهل البادية، و قد صرح ابن زيد بذلك فقال: " أهل
القرى أعلم وأحلم من أهل البادية" (تفسير أبي حيان 5: 353) .اهـ مستفاد من كلام
محقق تفسير الطبري.
8/ قال سعيد بن منصور في تفسيره 1151 : نا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبيح ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، قَالَ: لَمَّا أَيِسَتِ الرُّسُلُ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُمْ قومُهم، وَظَنَّ قومُهم أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ كَذَبوهم، جَاءَ النَّصْرُ عَلَى ذَلِكَ فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ.
اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق