الأربعاء، 5 يوليو 2017

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ إِبْرَاهِيم [ 41 - آخر السورة ]

سورة إبراهيم [ 41 - آخر السورة ]








[سورة إبراهيم]







قوله تعالى ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ (1) إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )

2315 - قال ابن أبي حاتم " 12299 :
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ قَالَ: شَخصَتْ فِيهِ وَاللهِ أَبْصَارُهُمْ فَلاَ تَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ.





قوله تعالى ( مُهْطِعِينَ ) (2)

2316 - قال عبد الرزاق " 1417 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مُهْطِعِينَ} [إبراهيم: 43] ، قَالَ: «مُسْرِعِينَ».

2317 - وقال الطبري " 17/29 " :
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (مُهْطِعِينَ) يَقُولُ: مُنْطَلِقِينَ عَامِدِينَ إِلَى الدَّاعِي.





قوله تعالى ( مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ) (3)

2318 - قال عبد الرزاق " 1418 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} [إبراهيم: 43] ، قَالَ: «الْمُقَنِّعُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ شَاخِصًا بَصَرُهُ لَا يُطْرِقُ».

2319 - وقال الطبري " 17/32 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ) قَالَ: الِإقْنَاعُ رَفْعُ رُءُوسِهِمْ.





قوله تعالى ( وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ) (4)

2320 - قال عبد الرزاق " 1419 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 43] ، قَالَ: «خَرَجَتْ مِنْ صُدُورِهِمْ ، فَنَشَبَتْ فِي حُلُوقِهِمْ».

2321 - وقال الطبري " 17/34 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) انْتُزِعَتْ حَتَّى صَارَتْ فِي حَنَاجِرِهِمْ لاَ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ، وَلاَ تَعُودُ إِلَى أَمْكِنَتِهَا.





قوله تعالى ( وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ )

2322 - قال الطبري " 36/17 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ) يَقُولُ: أَنْذِرْهُمْ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ.





قوله تعالى ( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ )

2323 - قال الطبري " 17/37 " :
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، قوله (وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) يَقُولُ: سَكَنَ النَّاسُ فِي مَسَاكِنِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُود، وَقُرُونا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرَة مِمَّن هَلَكَ مِنَ الأُمُمَ. (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ) قَدْ وَاللهِ بَعَثَ رُسُلَهُ، وَأَنْزَلَ كُتُبَهُ، وَضَرَبَ لَكُمُ الأَمْثَال، فَلاَ يَصُمُّ فِيهَا إِلاَّ أَصَمّ، وَلاَ يَخِيبُ فِيهَا إِلاَّ الخَائِبُ، فَاعْقِلُوا عَنِ اللهِ أَمْرَهُ.





قوله تعالى ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ )

2324 - قال عبد الرزاق " 1420 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] ، قَالَ: «ذَلِكَ حِينَ دَعَوْا لِلَّهِ وَلَدًا» ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ، وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ ، وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}.





قوله تعالى ( فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ )

2325 - قال ابن أبي حاتم " 12311 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ قَالَ: عَزِيزٌ وَاللهِ فِي أَمْرِهِ يُمْلِي وَكَيْدُهُ مَتِينٌ، ثُمَّ إِذَا انْتَقَمَ انْتَقَمَ بِقَدَرِهِ.





قوله تعالى ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غَيْرَ الأرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ )

2326 - قال عبد الرزاق " 1423 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عَائِشَةَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ، فَقَالَتْ: أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ: «هُمْ عَلَى الصِّرَاطِ». (5)





قوله تعالى ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ )

2327 - قال عبد الرزاق " 1425 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} [إبراهيم: 49] ، قَالَ: «مُقَرَّنِينَ فِي الْقُيُودِ وَفِي الْأَغْلَالِ».





قوله تعالى ( سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ(6) وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ )

2328 - قال الطبري " 1426 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ) ، قَالَ: «مِنْ نُحَاسٍ».

2329 - وقال الطبري " 17/56 " :
حَدَّثَنَا الحَسَن بن مُحَمَّد، قَالَ: ثَنَا عَبْد الوَهَّابِ بن عَطَاء، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة " مِنْ قَطْرٍ آنٍ" يَعْنِي: الصِّفْرُ الْمُذَابُ.






قال الله ( لِيَجْزِي اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 51 هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )



[آخر تفسير سورة إبراهيم]
_________
1/ قال ميمون ابن مَهْرَانَ فِي قَوْلِهِ: ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ): هي تعزية للمظلوم ووعيد للظالم. [تفسير ابن أبي حاتم 7/2251]. وقال سعيد بن منصور في تفسيره 1190 : سألت سفيان عن قوله: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}؟ قال: تعزية للمؤمن، ووعيد للكافر، قلت: من قاله يا أبا محمد؟ قال: أهل العلم.اهـ  سفيان هو ابن عيينة رحمه الله.
2/ قال مجاهد (مُهْطِعِينَ): مُديمي النظر. [تفسير الطبري 17/30]. وقال الطبري: " والإهطاع في كلام العرب بمعنى الإسراع أشهر منه: بمعنى إدامة النظر ".اهـ
3/ قال الحسن البصري: وجوه الناس يوم القيامة إلى السماء لا ينظر أحد إلى أحد. [تفسير الطبري 17/32].
4/ قال الطبري في تفسيره 17/33 : حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مرّة، في قوله (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) قال: متخرقة لا تعي شيئا. وقال ابن زيد في قوله (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) قال: الأفئدة: القلوب هواء كما قال الله، ليس فيها عقل ولا منفعة. [تفسير الطبري]. قال الطبري معلقا: " وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب في تأويل ذلك قول من قال: معناه: أنها خالية ليس فيها شيء من الخير، ولا تعقل شيئا ".اهـ ويبدوا أن العقول هي التي انتزعت من القلوب. وصح عن عكرمة في قوله تعالى {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ}، أنه قال : " إنَّ الْقُلُوبَ لَوْ تَحَرَّكَتْ ، أَوْ زَالَتْ خَرَجَتْ نَفْسُهُ ، وَلَكِنْ إنَّمَا هُوَ الْفَزَعُ ". [مصنف ابن أبي شيبة 36615].اهـ والله أعلم.
5/ قال مسلم في صحيحه 29 - (2791) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: «عَلَى الصِّرَاطِ».اهـ وقال الطبراني في الكبير 9001 : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: تَلَا عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ، وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}، قَالَ: يُجَاءُ بِأَرْضٍ كَأَنَّهَا سَبِيكَةُ فِضَّةٍ لَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ، وَلَمْ تُعْمَلْ عَلَيْهَا خَطِيئَةٌ، فَأَوَّلُ مَا يُحْكَمُ بَيْنَ النَّاسِ فِيهِ فِي الدِّمَاءِ. اهـ وقال عبد الرزاق في تفسيره 1424 : عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48] ، قَالَ: «تُبَدَّلُ أَرْضًا بَيْضَاءَ كَالْفِضَّةِ لَمْ تُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ وَلَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ حَرَامٌ». اهـ وقال مجاهد: أرض كأنها الفضة، والسموات كذلك أيضا كأنها الفضة. [الطبري 17/47].
6/ وكان ابن عباس وعكرمة وابن جبير ومجاهد يقرؤنها (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطْرٍ آنٍ). والقطر النحاس، والآني الذي قد انتهى حره. والعياذ بالله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق