سورة النحل [ 81 - 90 ]
[سورة النحل]
قوله تعالى ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ
لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ
وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ
تُسْلِمُونَ )
2447 - قال ابن أبي حاتم "
12617 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: (وَاللَّهُ جَعَلَ
لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً) قَالَ: مِنَ الشَّجَرِ وَمِنْ غَيْرِهَا . (وَجَعَلَ
لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا) قَالَ: غَارَاتٍ يُسْكَنُ فِيهَا. (وَجَعَلَ لَكُمْ
سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرّ) مِنَ القُطْنِ وَالكَتَّانِ وَالصُّوفِ. (وَسَرَابِيلَ
تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) مِنَ الحَدِيدِ(1). (كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ). وَلِذَلِكَ هَذِهِ السُّورَةُ تُسَمَّى سُورَة
النِّعَمِ.
قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لاَ
يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ )
2448 - قال ابن أبي حاتم "
12623 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ
مِنْ كُلّ أُمَّةٍ شَهِيدًا) قَالَ: شَهِيدُهَا نَبِيُّهَا عَلَى أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ
رِسَالاَتِ رَبِّهِ.
قوله تعالى ( وَإِذَا رَأى الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ
عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ 85 وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءَهُمْ قَالُواْ
رَبَّنَا هَؤُلاء شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَأَلْقَوْا
إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ 86 وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ
السَّلَمَ(2) وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ )
2449 - قال الطبري " 17/276
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا
يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ
السَّلَمَ) يَقُولُ: ذَلُّوا وَاسْتَسْلَمُوا يَوْمَئِذٍ، (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا
يَفْتَرُونَ) .
قوله تعالى ( الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ
عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ(3) بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ 88 وَيَوْمَ نَبْعَثُ
فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى
هَؤُلاء )
2450 - قال ابن أبي حاتم "
12623 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: (وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا
عَلَى هَؤُلاءِ) قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ. (4)
قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ ) (5)
2451 - قال يحيى بن سلام "
1/83 ":
{وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل:
90] حَقَّ الْقَرَابَةِ.
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لَكَ
مَالٌ تُعْطِيهِ فَامْشِ إِلَيْهِ بِرِجْلِكَ.
2452 - وقال الطبري " 17/280 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) ... الآيَة، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ كَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ يَعْمَلُونَ بِهِ وَيَسْتَحْسِنُونَهُ إِلاَّ أَمَرَ اللهُ بِهِ، وَلَيْسَ مِنْ خُلُقٍ سَيِّئٍ كَانُوا يَتَعَايَرُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَهَى اللهُ عَنْهُ وَقَدَّمَ فِيهِ. وَإِنَّمَا نَهَى عَنْ سَفَاسِفِ الأَخْلاَقِ وَمَذَامِّهَا. (6)
2452 - وقال الطبري " 17/280 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) ... الآيَة، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ كَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ يَعْمَلُونَ بِهِ وَيَسْتَحْسِنُونَهُ إِلاَّ أَمَرَ اللهُ بِهِ، وَلَيْسَ مِنْ خُلُقٍ سَيِّئٍ كَانُوا يَتَعَايَرُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَهَى اللهُ عَنْهُ وَقَدَّمَ فِيهِ. وَإِنَّمَا نَهَى عَنْ سَفَاسِفِ الأَخْلاَقِ وَمَذَامِّهَا. (6)
[يتبع بإذن الله]
________
1/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/80: يَعْنِي: دُرُوعَ الْحَدِيدِ تَقِيكُمُ الْقِتَالَ.اهـ
2/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/82 : أَعْطُوا الإِسْلامَ يَوْمَئِذٍ وَاسْتَسْلَمُوا لَهُ، آمَنُوا بِاللَّهِ وَكَفَرُوا بِالشَّيْطَانِ وَالأَوْثَانِ. اهـ ولكن هيهات.
3/ قال سعيد بن منصور في تفسيره 1239 : حدَّثنا أبو معاوية، عنِ الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، في قوله: {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا}، قال: زيدوا عقاربا أنيابها كالنخل الطوال.اهـ
4/ قال البخاري في صحيحه 4763 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ نَعَمْ فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا قَالَ حَسْبُكَ الْآنَ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.اهـ
5/ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ قَالَ: شَهَادَةُ أَنَّ
لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَالإِحْسَانِ قَالَ: أداء الفرائض وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
قَالَ: إعطاء ذوي الرحم الحق الّذِي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرحم. وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ قَالَ: الزنا. وَالْمُنْكَرِ، قَالَ: الشرك. وَالْبَغْيِ قَالَ:الكبر
والظلم. يَعِظُكُمْ قَالَ: يوصيكم لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. [تفسير ابن أبي حاتم
12635].اهـ وكان ابن مسعود يعد هذه الآية أجمع آية في كتاب الله. [تفسير سعيد بن منصور
1241-1242].اهـ وقال يحيى بن سلام في تفسيره 1/84: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالَ بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَيَأْمُرُ بِمَحَاسِنِ الأَخْلاقِ.اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق